الفتاوى الذهبية في الرقى الشرعية
حكم الذبح لغير الله بقصد الشفاء
سؤال: بعض الناس حينما يصاب لهم قريب أو عزيز يذهبون به إلى شخص يسمونه الطبيب الشعبي، وحينما يؤتى بالمريض إلى هذا الطبيب يسرد لولي المريض جملة من الأمراض، ويؤكد بأن هذا المريض لن يشفى إلا إذا ذبح له حيوان معين لا يذكر اسم الله عليه، ويدفن بعد ذلك في مكان يحدده.
هل إذا فعل الإنسان ذلك طلبًا للشفاء غير قاصد الشرك يكون آثمًا؟ وهل يعتبر ذلك من الشرك الأكبر؟ ثم ما تأثير الذبح لغير الله عمومًا على عقيدة المسلم ؟
سؤال> الجواب: الذبح لغير الله من أجل شفاء المريض رأس> أو لغير ذلك من الأغراض شرك أكبر؛ لأن الذبح عبادة، قال -تعالى- رسم> فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ قرآن> رسم> وقال -تعالى- رسم> قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ قرآن> رسم> .
فأمر -سبحانه- بأن يكون الذبح لله وحده وقرنه مع الصلاة، كما أمر -سبحانه- بالأكل مما يذكر اسم الله عليه من الذبائح، ونهى عن الأكل مما لم يذكر اسم الله عليه، قال -تعالى- رسم> فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ قرآن> رسم> إلى قوله -تعالى- رسم> وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ قرآن> رسم> .
فالذبح لغير الله شرك أكبر لأي غرض من الأغراض؛ سواء كان لأجل شفاء المريض كما يزعمون، أو لغير ذلك من الأغراض، وهذا الذي يأمر أقارب المريض بأن يذبحوا ذبيحة لا يذكرون اسم الله عليها مشعوذ يأمر بالشرك، فيجب إبلاغ ولاة الأمور عنه ليأخذوا على يديه ويريحوا المسلمين من شره.
والله -سبحانه وتعالى- جعل لنا أدوية مباحة يعالج بها المرضى، وذلك بأن نذهب إلى الأطباء والمستشفيات ونعالج بالعلاج النافع المباح، وكذلك شرع الله -سبحانه- لنا الرقية بكتابه بأن نقرأ على المريض من كتاب الله وندعو الله له بالشفاء بالأدعية الواردة.
وفي هذا كفاية للمؤمن رسم> وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قرآن> رسم> أما هؤلاء المشعوذون فإنهم كذابون دجالون، يريدون إفساد عقائد المسلمين، وأكل أموال الناس بالباطل، فلا يجوز تركهم يعبثون بالناس ويضلونهم، بل يجب ردعهم وكف شرهم.
أما تركهم فإنه من أعظم المنكر والفساد في الأرض، ويجب على المسلم المحافظة على عقيدته، فلا يعالج جسمه بما يفسد دينه وعقيدته، ولا يذهب إلى هؤلاء المشبوهين والدجالين، وإذا كانوا يخبرون الناس عن الأشياء الغائبة فهم كهان، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- رسم> من أتى كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد اسم> متن_ح> رسم> رواه أحمد اسم> و أبو داود اسم> والترمذي حديث> .
مسألة>